وقفت كعادتها أمام المرآة تصفف شعرها وتتأمله,ثم أتت بحجابها تلفه موارية ذلك الشعر الذهبي الذي تعودت تغطيته منذ فترة ليست بالبعيدة وما إن اكملت لف حجابها حتي أتاها ذلك الخاطر الذي خلق داخلها حنينا الي مظهرها قبل الحجاب ... "كم أفتقد مظهري قبل الحجاب" ... قالتها خاطفة وكأنها ترهبها .. ومرت أمام ناظريها تلك القصة الطويلة .. قصتها مع الحجاب, تراءت لها تلك الخواطر التي أتتها أول مرة حينما كانت واقفة أمام نفس المرآة وهي تتأهب للخروج مع صديقاتها وشعرها منسدل علي ظهرها , حينما تأملته قائلة "من خلق هذا الجمال هو نفسه من أمر بتغطيته" حينها كان لهذا الخاطر وقع السهام علي قلبها , فهذه أول مرة تفكر في الأمر !!! ثم أكملت زينتها وخرجت مع صديقاتها الي حيث قررن الخروج ولم تلقِ بالا لهذا الخاطر .. ثم تذكرت تلك الفتاة التي قابلتها في مسجد الكلية حينما أرتها بضع صور لها دون حجاب , فقالت لها "أنت جميلة لماذا تتحجبين اذا؟" فأجابتها الفتاة " ربما كنت جميلة .. ولكن من خلق هذا الجمال هو نفسه من أمر بتغطيته"... هاهي نفس الجملة تتردد علي مسامعها ثانية!!! -لابد من أن هناك رسالة ما - لا يمكن أن يكون هذا كله مصادفة!!! .... ثم أدركها صوت هاتفها , فاذا بصديقتها قد أتين في الموعد المحدد لزيارة احدي الصديقات في منزلها
رأت صديقاتها وهن في كامل زينتهن , واذا باحداهن تنظر اليها نظرة المستغرب , فلم تلق لها بالا وانطلقت معهن في سيارة احداهن وأخذن في الحديث جميعا الا هي , فقد عادت أحداث نفس القصة تراودها مرة أخري , حينها تذكرت أول مرة صرحت فيها برغبتها في ارتداء الحجاب , وكيف كانت نظرة صديقاتها لها , كأنهن قد سمعن عجبا , ورحن يقنعنها بأن تنتظر حتي تتزوج وكان ردها : "انني أريد رضا الله أولا ثم الزوج الملتزم ثانيا , ولن يحدث هذا دون حجاب" , وراحت الأخري تقنعها بأنها لازالت صغيرة فقالت "أن الله فرض علي الحجاب في هذه السن وسيحاسبني عليه في هذه السن ولا أعلم حتي متي سأعيش لأؤجل الأمر" ... لم تعلم أين تعلمت مثل هذه الكلمات فلم يكن لها أي رصيد من علم في هذا الأمر , كان فقط مايحركها ذلك الخاطر .. وحين يأسن من اقناعها قالت احداهن ,, "أي حجاب سترتدين؟" .. فقالت "الحجاب الذي فرضه الله " .. قالت صديقتها: "ولكن هناك أشكال عدة للحجاب" .. فقالت احداهن: "ان هناك من يرتدين الحجاب ولكنهن لا يزالن "ستايل" .. نفس الملبس ولكن الفرق هو غطاء للراس " ,,, فقالت " هل تقصدين أن أغطي شعري فقط؟ وأحتفظ بنفس الظهر؟ لا .. ليس هذا حجابا . الحجاب ليس عقوبة لأتهرب منه وأحرف مافرض الله .. سأرتدي ما يشعرني بأنني مستورة عن أعين الناس ,, لا أدري ماهو ولكني سأبحث عنه مؤكد سأجده"........ـ
انتبهت لصوت صديقاتها يخبرنها بأنهن قد وصلن أخيرا وهن يسألن فيم كانت مستغرقة طوال الطريق , فابتسمت لهن وهمت بالخروج
توجهن الي بيت صديقتهن المتزوجة حديثا باركن زوجها وسلمن عليها وجلسن
ذهبت الصديقة الي المطبخ تعد لهن شيئا يشربنه فذهبت مع صديقتها الي المطبخ ـ وقد كانت هذه الصديقة دائما هي الأقرب اليها
قالت صديقتها " أتذكرين يوم قابلنا احدي السيدات المحجبات ذلك اليوم في المسجد؟" قالت " نعم .. لماذا"؟
قالت الصديقة " أتذكرين ما قلتِ لها"؟ ,,
قالت نعم ,, "سألتها أن تصف لي رسول الله - صلي الله عليه وسلم - لانني أحب أن أراه"...
قالت الصديقة " وسألتكِ .. وهل تحبين أن يراكِ هو " .. "نعم ,, ولكنني حينها نظرت الي نفسي ومظهري ولم أجد ردا .. ولكن لماذا تسألين ؟"
..قالت الصديقة:" .. لا أعلم حينما رأيتك اليوم وأنت بكامل حجابك بين صديقاتنا .. رأيتك أكثر بهاء واشراقا ,, تمنيت لو كنت مكانك" ......... وما ان سمعت حديث صديقتها حتي استغرقت في ذلك الخاطر الذي داهمها اليوم وهي تستعد للخروج .. ثم قالت " أتذكرين ماقالته هذه السيدة يومها؟" ..... قالت الصديقة " نعم , سألتك هل تريدين شفاعته؟ حينما أجبت بنعم .. قالت لكِ .. اذا تريدين أن يقف الي جانبك يوم القيامة؟ !!! ولم لا تقفين أنت بجانبه؟ " ......... قالت: " نعم أذكر, حينها تعجبت من كلماتها وحين سألتها وكيف سأقف أنا الي جانب الحبيب؟ قلت : حين تأتين يوم القايمة مشرقة بحجابك وأنت ملتزمة بم دعا اليه وبشر به , حينها سيشعر الحبيب انه لم يضيع وقته سدي .. وأنك حقا من أحبابه الذين جاءوا من بعده ولم يروه ولكنهم آمنوا به ,, وسيأتي بهم فخورا فرحا يوم القيامة , تخيلي أنك واحدة منهم ,, ماأعظمه من شرف "ـ
وفاجأتها صديقتها هي الأخري برغبتها في ارتداء الحجاب .. ففرحت كثيرا وسألتها :" متي اتخذت هذا القرار" .. فقالت الصديقة " لقد تذكرت هذا الكلام وتذكرت دموعك حينما سمعت هذا الكلام, فشعرت بحنين جارف الي الله والي العمل بما أنزله وافترضه علينا خاصة حينما تذكرت كلمة قالتها هذه المرأة .. لقد قالت: ان الله حينما أمر الحبيب أن يأمر زوجاته وبناته ونساء المؤمنين بالحجاب لم يقل افترضته عليهن لنضيق عليهن او لنعذبهن ولكنه قال ( ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين) وتخيلت كم يحبنا الله ويريد حمايتنا" .. فسألت صديقتها " وما رأي أسرتك وزوجك؟" .. قالت الصديقة:" لقد أخبرت أمي وأخي فقال أخي ( خيرا فعلت , انني شاب قد عرفت الكثيرات ولكنني حينما كنت أسير مع احداهن من غير المحجبات وأري احدي المحجبات تسير قريبا .. كنت انظر اليها نظرت اكبار واحترام وتقدير , وانظر الي من معي فاراها اقل مقاما وقيمة, فأتضاءل أمام نفسي كثيرا , واتمني أن يرزقني الله زوجة من هؤلاء المصونات المحتجبات عن العيون الا عيني ازواجهن , واحسد عليهن ازواجهن كثيرا) ... ثم ذهبت الي زوجي وسألته: (هل تريد أن تكون المؤمنين؟) فتعجب كثيرا من كلماتي فقلت: (نعم ,, لقد أمر الله نساء المؤمنين بالحجاب ,, وأنا قررت ارتداءه ,, فناذا تري؟) فقال :(ومن يكره أن يكون من المؤمنين؟ ومن يكره أن تستتر زوجته عن العيون فتكون من حقه وحده؟ ولكن اعلمي أن الحجاب ليس فقط غطاء الراس , ستغيرين جميع ملابسك,وستعملين علي ان تكوني صورة جميلة للحجاب والمحجبات) ففرحت به كثيرا, وقررت ان ارتديه ,,, وسأحتاجك معي غذا لشراء ملابس جديدة تناسب علاقتي الجديدة بالله "ـ
فقالت " بالطبع سأكون معك حبيبتي ... ولكنني اريدك أن تساعديني علي اقناع صديقاتنا به , فهذا ما سيقوينا جميعا ويعيننا علي الثبات"ـ
فقالت الصديقة :"نعم , أننا يجب أن نتعلم العبادة اولا ثم نعمل بها , ثم ندعوا اليها , وهذا ما يعيننا علي الثبات"ـ
ثم خرجتا لصديقاتهما اللاتي مللن الانتظار , واستمر الحديث عن قرار الصديقة الأخري الذي لم يختلف كثيرا عما حدث مع الاولي, ولكن الصديقة الآن وجدت أخري تساعدها علي اقناع الباقيات
وأخذت صديقتنا تفكر في أن المرة القادمة ستكون هناك ثالثة ثم رابعة ثم خامسة حتي يرتدين جمعيهن الحجاب ولن تكون هناك معارضة مرة أخري :)
وفي طريق العودة أخذت تنظر من نافذة اليارة وتتنشق الهواء وهي تتعجب كيف لم تلاحظ هذا الجو الجميل والهواء المنعش حينما كن ذاهبات !!!!!!!!ـ
وعادت الصديقة الي البيت فرحة فرحة عظيمة , وخلعت حجابها مرة أخري أمام المرآة وأخذت تتأمل شعرها ثانية ثم سارعت الي ارتداء الحجاب وهي تردد "كم افتقد مظهري بالحجاب"!!!!ـ :) ـ