Friday, March 20, 2009

حـــ أنت ـــر

لم نعلم حقيقة ماهو؟ ثكنة عسكرية .. أم مأتم للحرية؟
كلما جلست معها حدثتني عنه .. حدثتني عن أول زيارة له وكيف تعرضوا للتفتيش الذاتي والدقيق لكل شئ معهم .. كيف انتظروا ساعات طوال زادها الانتظار واللهفة طولا علي طولها .. وكيف أفسدوا جمال طعامها الذي اعدته لها .. وكيف قام الضابط بتقطيع "الكيكة" التي أعددتها حين علمت انها ذاهبة لزيارته بالرغم من انه كان يوم امتحاني .. وكيف انه لم يري تلك الرسالة التي دسستها داخلها بالرغم من انه قام بتقطيعها .. حدثتني كثيرا كيف تأخر عنها حين سمح لهم بالزيارة وكيف كانت تجاهد دمعها وتحاول تخفيف خفقان قلبها قلقا عليه ... وكيف انه حين ظهر امامها شعرت بالسكينة تغمرها .. حدثتني كيف كانت الزيارة .. وكيف أنه أوصلها الي الباب عند انتهاءها.ـ لم أذهب اليها يوما بعد اعتقاله الا واسمعتني تلك القصيدة المحملة الود والعرفان لها بالجميل .. ولا أنسي كيف كانت تغالب دموعها وهي تقرأها عليّ
هكذا تعايشت مع الأزمة .. تقول "كنت أقول لنفسي .. كان يسافر تسعة أشهر وأتحمل .. ألا أتحمل هذه الفترة وهي لله؟" عهدتها دائما صبورة محتسبة .. كما عهدت القرآن ومصحفها ـ الذي لا يفارقها ـ بلسما لجروحها .. لها قدرة لا تضاهي علي أن تداوي كل الجراح بآية واحدة من الذكر الحكيم الذي تحمله ولا تكف عن قراءته ودراسته
مرض والده وهو في سجنه .. واشتد به المرض .. كل ماكان يتمني ألا يلتحق والده بالرفيق الأعلي دون أن يراه .. ولكنها ارادة الله .. توفي الله الوالد الكريم الاثنين الماضي .. ولا يزال ابنه يقبع في محبسه .. واليوم فقط سمحوا له بالذهاب لعزاء والده ـ رحمه الله ـ
وصل الي نقطة الشرطة قبيل المغرب .. هاتفني أخي ليخبرني انه آتٍ .. لا أخفيكم سرا .. فرحت كثيرا .. ولكن فرحتي لم تدم طويلا حين أخبرني أخي انه لم يفرج عنه .. هو هنا فقط من أجل العزاء .. امتلا قلبي حزنا وكمدا وحقدا علي هؤلاء المفسدين .. وانتظر اخوانه مجيئه بفارغ الصبر .. وظلوا جميعا ينتظرون ولكن بعيدا عن المنزل بقليل .. كان المخبرين وعساكر الأمن يطوقون المنزل وكأنهم جاءوا للقبض علي مجرم او هارب من العدالة .. أغلقوا جميع المساكن المجاورة لمنزله ومنعوا التجول في المكان .. وأمروا أخاه أن يطلب ممن أتوا من الاخوان ـ وكانوا قد أعدوا المكان للعزاء واقتربوا من المنزل ـ أن يعودوا من حيث أتوا والا سيعيدونه الي محبسه ببرج العرب ولن يسمحوا لهم ـ عائلته ـ برؤيته
اضطر أخاه أن يطلب منهم الرحيل وبالفعل استجابوا وتركوا المكان .. وازداد الطوق الأمني حول المكان .. ودقت الساعة العاشرة مساءً ولم يذهب الي بيته بعد!!!!!!!!!!!ـ
بعدها بقليل جاءنا نبأ وصوله الي البيت في حراسة أكثر من مشددة .. ولسنا حتي أكيدين من كونه وصل أم لا
كان كل ما يشغلني وقت علمت بحضوره هو شعور زوجته وأولاده .. كيف يغيب عنهم شهرين ونصف ثم يأتي اليهم مطوقا بكل هذه الجحافل الأمنية .. وكيف انتظروا هذه الساعات الطوال .. وهم يعلمون انه قريب منهم جدا .. فالمسافة بين بيته ونقطة الشرطة لا تتعدي الخمس دقائق .. كيف يكون بهذا القرب ولا يستطيعون رؤيته؟ .. ثم يرونه لمدة دقائق ويرحل ثانية .. هكذا .. بكل بساطة
لا أملك الا أن أقول
"حسبنا الله ونعم الوكيل"
أعادك الله سالما وجميع اخوانك وتقبل منكم .. اللهم آمين

16 comments:

Anonymous said...

بسم الله

حاجة تحرق الدم والله العظيم

ربنا ياخدهم اخذ عزيز مقتدر
ويجعلهم عبرة لمن اعتبر

وفعلا "هو حر" برغم القيود

Anonymous said...

no commment

Anonymous said...

طبعاً بصفتي محامي عارف مدى الأقرف والعند اللي في السجون
ربنا يعين إخواننا وأهليهم
حاجة متعبة جداً الأتفاق مع الإداره غير الرشاوي لكل عسكري هيعمل خدمه يعني العسكري اللي هيفتش الأكل لازما ياخد رشوه وإلا هيبوظ الأكل ويفعصه في بعضه
بمعني حتي القانون وحقوقنا بناخدها بالرشوه
ربنا يعين الأهل ويصبرهم

Anonymous said...

أخ جمعاوي

!!!!!!!!!!

Anonymous said...

أحمد سعيد بسيوني

اه والله فعلا دمنا اتحرق
حسبنا الله ونعم الوكيل
اللهم آمين

هو ومن معه أحرار برغم الظلم والقيد

جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

الأخ الحسيني

فعلا قرف
دي خالتو بتقولي كان بيفتش المحشي صباع صباع

مش عارفة ده يعني كان اكل رايح لبني ادمين ولا ايه؟

يارب ربنا يعينهم ويعيدهم كلهم بسلامة

حسبنا الله ونعم الوكيل

جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
بارك الله فيكم وحفظكم الله
لاحول ولاقوة الابالله
الله المستعان
فصبر جميل
والله هذه هي ضريبة الدعوات ,هذه هي ضريبة السير في طريق الله ,هذه سنة النبي وصحابته ,ليبتلي الله المؤمنين ويقضي سبحانه امرا كان مفعولا
كم حوصر النبي وطرد ولاقي ما لاقي ولكن كانت العاقبة لع والعاقبة دائما للمؤمنين ,,وعلي قدر الايمان يأتي البلاء,,ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل
عسي الله ان يبدل الخوف امنا
والحزن فرحا
والضيق فرجا
وان ربي لقدير
جزاكم الله كل خير

Anonymous said...

السلام عليكم

يا اختنا ايه ده بس
ليه الحزن والزعل اللى فى لهجتك دى

ده الاياد دى ما تتعوضش

ده احنا بنقعد مع ابويا نقعد نفتكر بقى وحصل ايه وجرى ايه والضابط اللى اضرب واللواء اللى جه لامى وقالها ما تدعيش علينا احنا مالناش دعوة

لا لا يا اختى

والله هذا ما يريدوه ان نحزن ونستكين ونقول مفيش فايدة .........أبدا

لسه الايبوع اللى فات اخ طلع من السجن الحمد لله ..اول لما قابلته لقيته بيقولى هاه الشغل الفلانى عامل ايه والراجل ده عاوزين نعمل معاه كذا

الاجمل انه كان قابل اخوة من محافظة معينة فى السجن دايخين باقلهم سنين علشان يوصلوا اخ هنا عندنا الجامعة..

او ل لما طلع أدالنا الاسماء وقالنا دووروا على الناس دى

احنا كده يا اختنا ولا يهمنا

ومهما عمكلوا فينا مش هنبطل مش هنسيب مش هنسافر

وأبدا أبدا لن نتخلى عن دعوتنا وفكرتنا التى حلفتى أن تعيشى لها :)مش كده برده

ربنا يصبر اهله وصبر فالفرج قريب باذن المولى

فى امان الله

Anonymous said...

السلام عليكم
هذا الوصف الذي وصفتموه لن يأتي علي واحد بالمائة من كبد الحقيقة
فالشئ الوحيد الذي يؤلم هو المشقة التي كان يعانيها الأهل والأحباب في الوصول إلينا خاصة في سجن برج العرب


ولكن مع الغخوان وفي وسطهم كل شئ يهون
....كنت مسئولا في أحد المرات عن إستلام الطعام القادم من إخوان الاسكندرية
وكان هناك عدد كبير من المخبرين يستعد لتفتيش الطعام
فاستعنت بالله
وقلت لهم
اللي هيقرب من الأكل هأفصل راسه عن جسمه
ولم يتحرك أحد
اللهم آلا لتهدأتي وانا منفعل
وقال الضابط المسئول " يا أستاذ ده روتين لازم يتم
" قولت " جميل جدا بما أنه روتين ولازم يتعمل "
ده حقي ولازم هأخده
ولن يتم تفتيشه
.. ومع الإصرار تركوا الطعام ولم يفتشوه
خاصة مع تجمع الإخوان خشية الثورة والإضراب
فقال أحد الإخوة
الله هو ما ينفعش معاكم غير العنف

*******
ولكن من هو هذا الأخ في برج العرب
؟جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
حسبنا الله ونعم الوكيل
وإن شاء الله ربنا يجعل صبرها فى ميزان حسناتها
(والصابرين فى البأساء والضراء)
ولاتحزنى فالله معهم ولن يجدوا خير منه معينا
دمتى سالمه

Anonymous said...

الفاتح الجعفري

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اللهم آمين

جزاكم الله خيرا

الحمد لله علي هذا الطريق

نسال الله الثبات

بوركتمـ

Anonymous said...

أخ جمعاوي

والله الحزن ليس جزعا ولا ضعفا
وانما نحن بشر
نتاثر لطفل يري والده هكذا
لزوجة لا تكف عن ذكر زوجها الغائب

ربما نحن بفضل الله نتحمل
ولكن ليست قلوبنا بالحجارة

جزاكم الله خيرا
ورزقنا الثبات

Anonymous said...

أخ صريح اوي

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أكيد
انا مجرد مشاهد ينقل ما يري
لست مع من اعتقل
ولست اشعر بشعور الزوجة ولا الابناء

ولكن يظل للمشاهد بعض من احساس
ربما انقل احساسي فقط
وان كنت لا اجيد التعبير عنه في معظم الاوقات

تقبل الله منكم وزادكم قوة في الحق

------------------------
عمو اسمه
أ/ سليمان عبد الله الزمار

جزانا واياكم

Anonymous said...

حفيدة البنا

صحيح
حسبنا الله ونعم الوكيل

اللهم آمين

جزاكم الله خيرا

Anonymous said...

السلام عليكم
أغالب دموعى و أنا أردد قول الله تعالى: إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4) وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5)
لا أدرى حقيقة أنحن الأحرار خارج الأسوار أم هم الأحرار داخلها

Anonymous said...

المدونون والمدونات الاعزاء:

ان كنا لا نستطيع ان نشارك المقاومين باجسادنــا

فلا ننسي اننا نستطيع ان نشاركهم بايدينا والسنتنا

وذلـــك بنشـر القضيه الفلسطينيه فـــــي مدوناتنـا

ولذلـــــــك ندعــــو المــــدونين :-


لحضور اجتمـــــــاعاَ لمناقشة حملتنا بأيدينا ندفع الخطر

للدفاع عـــن المسجد الاقصـــــــي الشريف وقضية فلسطين


نشارك في عوده صلاح الدين فــــــي موقعه حطين

ونكون قد ساهمنا بنشر الوعي بيننا لمكر كــيد الغاصبين

وذلك في يوم الخميس الموافق 26 / 3 / 2009 م
فى تمام الساعة العاشرة مساءاً بتوقيت القاهرة

علي ايميل الرابطة :-


bloggersforpalestine@yahoo.com


وسننتظركم .......

لسماع ارائكم .......

ودعم جهودكم ........

نستمع الي كل ما هو جديد.

ونختــــــار كل ما هو مفيد.

ونحاول ان نحــــدث تجديد.

ولكم منا جزيل الشكر والتقدير.

الأمين العام للرابطة