غزة .. وأفكار لا تتوقف

تماما كالعدوان الذي لايتوقف في غزة , تماما كشلالات الدماء التي لازالت تتدفق , تماما كالأشلاء التي لازالت تتناثر . تماما كأمطار الصواريخ تسقطها رمية الله بأيدي المقاومة علي كيان العدو , كذلك لا تتوقف الأفكار داخل رأسي بل وتتنازع أحيانا , فتارة أفكر في آلة حرب وقودها الحقد علي الانسانية وأتذكر أن نفس الآلة -مع اختلاف الوسيلة - قد قتلت الأنبياء من قبل فيزول العجب من قلوب قاسية كالحجارة , أتذكر وعودا أخلفوها مع الحبيب -صلي الله عليه وسلم- فيزول استنكاري لما نقضوه من معاهدات واتفاقيات مع ضعفاء العرب , اتذكر تطاولهم علي سيدنا موسي ومن بعد عيسي عليهما السلام , فتزول دهشتي من تطاولهم علي الانسانية ومواثيقها التي وضعوها من عند أنفسهم لتصنع طريقا ممهدا لآلة الحرب.

وتارة أخري أنتقل إلي التفكير في خائني العرب والمسلمين الذي تواطئوا بل وشاركوا في هذا العدوان ويأخذني تفكيري الي عباس , فأتساءل : إذا كان عباس تنتهي ولايته اليوم , فمالذي يجعل العدو الصهيوني يتعاون معه وربما لا يستطيع التنازل عن شئ بعد ذلك , ثم أفكر أنه لم يعد هناك شئ يتنازل عنه وأتذكر أيضا قول الشاعر:

وما عن رضا صار الحمار مطيتي       ولكن من يمشي سيرضي بما ركب

فلعل اسرائيل لم تجد حمارا آخر يتعاون معها فرضيت به , أو لعلها قد وعدته بأمد أطول لحكمه بأن يصبح رئيسا للدولة الفلسطينية!!!!؟ بدلا من كونه رئيسا للسلطة . ولكن ما يحيرني أي دولة؟ هل هناك دولة فلسطيني من الأساس ليكون لها رئيس؟

ثم أنتقل للتفكير في ضمير رجل فلسطيني , هو بالأحري ضمير مات قبل ولادة صاحبه , مالذي يدفع رجل لخيانة وطنه؟

فأتذكر قول عروة ابن الورد -وهو بالمناسبة كان من الصعاليك:

ومن يك مثلي ذا عيال ومقترا          من المال يطرح نفسه كل مطرح  

ربما , فالمال يصنع المعجزات

------------------

اليوم - الجمعة- أعلنه علماء المسلمين يوما عالميا لنصرة غزة , فخرجنا لنصلي الجمعة في أحد المساجد تعقبها صلاة الغائب علي أرواح الشهداء ثم وقفة من أجل اخواننا ثم الدعاء

ذهبت الي المسجد ممنية نفسي بخطبة تهتز لها جدران المسجد وقلوب المصلين , فكنت كلما اقتربت من المسجد أحاول التقاط بضع كلمات من كلام الخطي أطمئن بها أنني لم أكن أعتقد في سراب

وكانت أولي الكلمات التي سمعتها "الربا " فقلت , نعم احدي وسائل النصرة الكف عن المعاصي ومنها الربا الذي يدمر أمة بأكملها , وقد أعجبت حقا بكلمات الشيخ و بأحاديثة الصحيحة وقدرته علي درأ الشبهات والرد عليها , وبعد أن دخلت المسجد بخمسة دقائق تبين لي أن الشيخ يتحدث عن الملعونين في أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم , ويرد علي من يحلون لأنفسهم بعض الأشياء من العمل في أماكن بها خمر وما الي ذلك , الرجل ذو حجة قوية ..نعم

كنت أجلس أنتظر شيئا واحدا  ... ألا وهو الربط  , فقد كنت دائما ما اقول لأخواتي أننا يجب أن نستخدم طريقة الدعوة بالحبال أي أننا يجب أن نربط كل شئ بنصرة الأمة , فالمذاكرة نصرة لغزة وعدم الغش نصرة لغزة و المقاطعة بالطبع لنصرة غزة , والحجاب نصرة لغزة , وحينما كان ياتي علينا أسبوعا يتزامن فيه حدثين , كحصار غزة مثلا والعشر الاوائل من ذي الحجة , كنت أقول لهم دائما أن الاخوان أبرع الدعاة استخداما للحبال أي أننا نستطيع الربط بين الأمرين بكل سهولة ... وهذا ليس اختراعا بل هو عظمة الإسلام الشامل الذي ربط كل شئ بالدين وبالله.

كنت أجلس منتظرة الحبل فيقيني أن الكل الآن يجب أن يربط كل شئ بنصرة الأمة و اذا به يأتي بسكين حادة ليقطع كل صلة بين ما يتحدث عنه وبين نصرة أمتنا.

جاء عن حديث :

((ذمة المسلمين واحدة, فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين, لا يقبل منه صرف ولا عدل)) {البخاري

أي من تقاعد عن نصرة أخيه

ثم علق قائلا :"ياخوفي الكلام ده ينطبق علي غزة؟ .... لالالا , لاينطبق لأأن الشعوبة غلبانة ماتقدرش تعمل حاجة"!!!!!!؟

حينها كدت أصرخ فيه  ولكن أنقذه كونه في الطابق الثاني ونحن في الثالث , كما أن هناك من يستطيع الرد عليه ممن حوله ولعلهم آثروا البعد عن الجدال ..

ثم بدأ الحديث عن الحيوانات الملعونة  كما في حديث لعن الله العقرب وغيره , ثم امتد عن الحيوانات التي يجب قتلها وهي الكلب الأسود و الغراب والحداء و الحية والفأر , ولا أعتقد أن الناس تجهل هذا فمل من لأحد سيترك فأرا في بيته أو يقترب منه ثعبان فيتركه حيا

ثم انتقل الي " الوزغ " وهو مانعرفه باسم البرص وأن من قتله له 100 حسنة بشرط أن يقتله بضربة واحدة

ثم القرود ثم الخفاش ثم .. ثم ... ثم ...

ولله الحمد انهي الخطبة الأولي والثانية وكانت الثانية مختصة بالحيوانات , ولعل في نظره أهل غزة لم يرقوا الي مرتبة الحيوانات ليعيرهم انتباهه ولو بالقليل ... أو ربما تحدث أن نزل فيهم حديث الفئة المنصورة أو أهل الرباط ... بدل حديثه الرااااااائع عن القرود وكيف تطبق شرع الله

خرجنا من المسجد بعد صلاة الجمعة وصلاة الغائب للوقفة , واعدا إيانا أن يتحدث عن حيوانات أخري المرة القادمة .... (والله ما بكذب قال كده)) وكنا قد أوشكنا علي الانفجار

وبعد الوقفة والدعاء . سرت ومعي أختي و مخطوبة أخي وقد كانت آلاء أختي ربما تبحث عن الحبل مثلي ولكنها وجدته معلقة علي وصفي لكونداليزا أحيانا بـ "البرص المحروق أو الفحم المولع عندما ترتدي ذلك الزي الأحمر " بأن قالت

" انتي مش فاهمة هو يقصد أنه تقتلي كونداليزا بضربه واحدة وتاخدي 100 حسنة ... بس هو مابيحبش يغتاب حد"

احتماااااااااااااال

وعدت الي البيت متمنية من الله عز وجل أن يهدي المسلمين أجمعين

وأن يهدي تلك الفئة المثبطة لعزائم الناس كالذي يقول أ،  "المقاطعة لا تكون فرضا الا اذا أمر بها الحاكم" !!!؟

واذا كان الحكم نفسه ربما يدخل قائمة المقاطعة لكونه صناعة أمريكية-صهيونية مشتركة؟

حسبنا و الله نعم الوكيل ..... ربنا يهدي

------------
وقبل ماأنسي لازم أودع عباس ... بالسلامة يا بطة