في خضم المعركة وحين كانت المقاومة تقف وحدها علي ارض الرباط , انقسم الناس فرقا مختلفة نعلمها جميعا ولا داعي للحديث عنها , وكان لكل فرقة منهم تعليقات وتصريحات ومؤتمرات وغير ذلك , وحين نتحدث عن الفريق الفائز نجده ولاشك المقاومة من وقف خلفها. فريق واحد فقط غاب عن هذه المعركة اللهم الا بتصريح واحد ضعيف اختفوا بعده. لست أتحدث عنهم لأهمينهم بالنسبة لي أو لأنني أعول عليهم في شئ, بالعكس فقد كنت ولازلت وسأظل أختلف معهم الا اذا غيروا طريقتهم , كل ما في الأمر أنهم كانوا ولازالوا مثار جدل و سببا في الكثير من الأحداث التي ابتلي بها العلم أو علي الأقل كانوا ذريعة لها.انهم بن لادن الزرقاوي وأتباعهم,الذين ابتلينا بتفجيراتهم في مصر والسعودية والأردن والعراق و اليمن وغيرهم, أفكر كثيرا أن مثل هؤلاء ان كانوا حقا مجاهدين كما يدعون فمكانهم الطبيعي أرض الجهاد, وان كانوا يغارون علي دينهم الذي أري انهم شوهوه ولوثوا سمعته في العلم بقتلهم الأبرياء , فليس من عدو للدين ألد من اليهود , فقط سمعنا أن بن لادن يدعوا للجهاد في تصريح هزيل ومن ثم اختفي لتظهر تفجيرات في اليمن, انني لا أعلم حتي ان كان هو منفذها , ولكنني متأكدة أنه بفكره هو الأب الروحي لها ,ولا أفهم معني أن يكون العدو وتكون الحرب علي أرض فلسطين فيجاهد (كما يظن) في اليمن او غيرها, فلا اليمن بها يهود ولا علي ارضها حرب ,!!!!!!!!!!!؟
أما عن غزتنا الحبيبة , وبعد أن انتصرت حماس والمقاومة, وبعد أن صمدت لـ 23 يوما ولا زالت صامدة أمام أعتي قوي الشر التي عرفها العالم, والتي لم تصمد أمامها ثلاثة جيوش عربية لستة أيام فقط , بقي لنا أن نعي أن الحرب لم اتنتهي بعد , وأن هناك عدوا فشل عسكريا ويحاول الآن أن يعوض خسارته في السياسة , وأن هناك فئة لا يرقبون في مؤمنا الا ولا ذمة ينتظرون وقوع حماس -ولن تقع باذن الله- ليتقاسموا الغنيمة , وهناك ثعالب تدعي كل يوم الوقوف الي جانب المقاومة في حين أنها مرتمية تحت أقدام اليهود وليست تقف الي جانبهم فقط
فأما عن العدو فنحن نعمل أن المقاومة ان تتيح له هذه الفرصة ولو دخل غزة علي أشلاءهم ونحن الي ذلك مطمئنون بفضل الله ولا جدال في ذلك
وأما عن الفئة الضالة والذين -علي حد تعبير الأخ المجاهد خالد مشعل - أصبحوا الآن "يسبحون بحمد المصالحة الوطنية" بعد أن كانوا يرفضون الحوار مع "الانقلابيين" ولا أعلم حتي علي من انقلبوا , فلم أجد أبدا حكومة تنقلب علي نفسها. هم الآن مستعدون للمصالحة, ولكن ......... علي أي أساس؟
فحين أتأمل هؤلاء أجدهم من بين رئيس عميل مفاوض متنازل دائما منتهية ولايته, وبين مستشار له كان في الأصل متهما بالجاسوسية, وآخرون منهم قاتل ياسر عرفات , ومنهم المجرمون والقتلة والمطرودين علي يد شهيدنا شر طردة من غزة
وحين أتأمل الجانب الآخر أجدهم يحددون مطالبهم في الأشياء التي تنازل عنها الفريق الأول , وهم لا يقبلون المساومة علي أي منها لأنها جميعا حقوق وثوابت لا تقبل المساومة
وهم من هم؟ حماس -الحكومة الشرعية الوحيــــــــــدة- والجهاد والتي تشترك مع حماس في أنهما رأس المقاومة وفصائل أبت الذل والاستسلام وبعض من شرفاء حركة فتح ومقاوميها , ومن خلفهم شعب بأكمله .. اذا من يبقي في فلسطين غير هذه الفئة؟؟؟؟؟؟؟؟ لا أحد ..اللهم الا هذه اشرذمة القليلة من العملاء
اذا - وعلي عكس القمة العربية - فان النصاب مكتمل, والمصالحة أجدها محققة بالفعل اذا استثنينا العملاء
اذا فلماذا ينادي العملاء بالمصالحة ؟؟؟؟؟ ببساطة لأنهم لم يعد لهم وجود
ولا أجد فرصة للتناغم بين مقاومة وعميل , بين ممانع ومفاوض هزيل , وكيف للفريقين أن يتفقا وكل منهم في واحد
وكيف يتفق الحق والباطل , فلا الباطل يتنازل عن غيه , ولا الحق -وهو أحق بذلك - سيتنازل عن ثوابته
وهنا أري تفاهة البعض حين يساوي بين الطرف المقاوم والطرف المنهزم , ويجعلهما قطبين للقضية , ويطالبهما بالاتفاق
ولو افترضنا ان هناك اتفاق سيحدث , فلابد وأن يفرض المنتصر شروطه , وإن كانت هناك فرصة واحدة فهي بالطبع علي شروط المقاومة , فالفرصة الوحيدة للاتفاق بين الحق والباطل هي أن يتنازل الباطل ولا فرصة غيرها
وما يطمئن نفوسنا هو أننا نعرف حماس أكثر مما نعرف أنفسنا
فليس هناك الي التنازل من سبيل .......... أبدا