مشاعر مضطربة

الغضب

أسوأ المشاعر علي الإطلاق, حتي انه حبيبنا -صلي الله عليه وسلم - أوصانا قائلا "لاغضب , لاتغضب , لاتغضب"ـ

ربما يستفزك شئ , ربما يزعجك أحدهم , ويكون الغضب هو النتيجة الحتمية لمثل هذه المواقف , ولكني وعن تجربة أوقن بأن من يغضب هو الخاسر الحقيقي , ربما حتي لا يكون الغضب متناسبا مع الموقف , فقد تدفعك بعض الترسبات داخلك الي تضخيم الموقف الذي ربما يكون "القشة التي قصمت ظهر البعير", فتصب جام غضبك علي ذلك الشخص أو ذلك الشئ أو تلك التجربة متهما اياهم بأنهم السبب فيما أهمك وما أغضبك وربما يكونون من أقرب الناس اليك, فتخسر هؤلاء الناس , ولذلك فإن أول المشاعر التي تنتابك بعد نوبة الغضب

الندم

نعم , الندم قد تخطئ في حق أقرب الناس اليك وانت غاضب , أو حتي تثور عليهم أو تتركهم وترحل عنهم , ربما كان ماحملك علي الرحيل هو وقع حديثهم عليك, حديثهم الذي لو أردت أن تجد لهم فيه ألف عذر لوجدت , ولكنك لتضارب قد يحدث في مشاعرك حينها ـ من احساس بانهم قد جرحوك جرحا ربما كان عميقا , ومن ثورة تحسها داخلك كنتيجة طبيعية لهذا الجرح , ومن ضيق لتركك اياهم في وقت قد يحتاجونك فيه ـ قد تجد في نفسك منهم شيئا.هذا الندم ربما لا يكون ندما بحتا , ولكنه يحمل في طياته بعضا من الاحساس بجرح داخلك, فيحدث تضارب حول

من المخطئ؟

ربما لا يهم كثيرا وقتها من المخطئ, فأنا أشعر أنهم أقرب الي من نفسي. ربما حتي لم يقصدوا احداث ذلك الجرح , ربما كان التوتر السائد هو ما أنتج هذه المشادات التي طفت علي سطح الكثير من المشكلات, فظهرت وكأنها السبب بالرغم من عظم ما يسكن تحتها...ربما .. لست بصدد ادانتهم او حتي ادانة نفسي , لو أردت أن أجد 70 عذرا لوجدت ألفا .. لذلك وبعدها مباشرة يكون الاحساس الطبيعي

التسامح

التسامح الذي هو بلغة الصحابة رضوان الله عليهم "التغافر" ... ربما لن يغير هذا التغافر أو التسامح شيئا من القرارات التي أخذتها في لحظة الغضب هذه أو بعدها , ولكنني في نفس الوقت لا أريد أن يتدخل بيننا أحد ولو حتي أنفسنا , ربما لن يشكل غيابي أو ابتعادي عنهم فارقا كبيرا , بل بالتأكيد لن يعطل شئ , ولكن علي الأقل حتي أرحل عنهم وليس في صدري لهم شئ الا الحب والتسامح ... لذلك

أعتذر

أعتذر عن الرحيل في مثل هذا الوقت الذي ربما يسمي عصيبا , ولكنكم دائما أقدر علي حل المعضلات ـ أحسبكم كذلك , خاصة اذا رحل عنكم بعض "التشاؤوم" وبعض الناس الذين قد لا ترغبون في وجودهم الي جانبكم لأنكم "لا تحبونهم" ... لا ضير اذا كان الأمر كذلك , وأتمني علي الله أن يوفقكم فيم تسعون اليه

ربما أثر هذا التضارب أو الاضطراب في كلماتي فأكثرت من كلمة "ربما" ...فقط لانني لست أكيدة من كل كلمة كتبتها

ولكن علي الأقل هو الحال الآن

:S